منتديات الحلم الضائع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات الحلم الضائع ترحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ندى الزهور
Admin
ندى الزهور


انثى
عدد الرسائل : 235
العمر : 28
الموقع : .....
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : ...........
تاريخ التسجيل : 17/11/2007

ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي   ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي I_icon_minitimeالأحد 27 يناير 2008, 09:27

وحيدا كان في غرفته ينعم بدفئها المتلاشي مع أصوات زخات المطر وهي تقرع نوافذ وحدته ... ينكمش بحنان خجول تحت معطفه.. يجلس على طاولته .. يحاول إن يقرأا في احد الكتب لحين وصول عماد الذي قال له انه سيأتي في الساعة الثالثة عصرا ومعه آلة تصوير لالتقاط بعض الصور على مشارف القرية.. فالجو ربيعي .. عبثا يحاول .. الساعة الثالثة وعشرة دقائق ولم يصل .. تجتاحه نشوة للنهوض والحركة .. يقلب صفحات كتاب قديم بلون الاحتضار .. يعجز عن القراءة .. يتأفف وينحني الى الخلف مطلقا زفرة طويلة .. يلمح بطرف عينيه رزمة من الاوراق مصفوفة على زاوية الطاولة .. يلتقطها ..
يوميات خاصة ..

من هنا بدأ ومن هنا سينتهي .. فدائما بدايته تكون نهايته .. ولكن وعد نفسه ان لا يبدأ .. لانه لا يحب النهايات ..
يحدث ذاته .. ان مجرد وجودها ذكرى.. خمس سنوات مرت دون ان اخط كلمة واحدة عن كثير من الاحداث التي جرت فيها .. وما فائدة الفكرة ان خلت من الشعور ؟! لماذا احتفظ بها كل هذه المدة .. الانها ما زالت تذكرني بحب تلاشى كدفء هذه الغرفة .. ام احتفظ بها لانها تمثل احدى مراحل حياتي .. والتخلص منها يعني التخلص من تلك المرحلة .. مهلا .. ما يضر ان تخلصت منها فأنني متأكد انها ستؤثرسلبا في حياتي القادمة .. يجب انا احرقها .. ان انزعها من داخلي ..
لا اسمع صوتا ..
لا بد انا المطر قد توقف الان .. فطقطقة حباته على النافذة قد هدأت .. وهذه هي الفرصة المناسبة للخروج والتخلص من الاوراق .. يفتش عن علبة الثقاب .. تذكر انه وضعها جانب علبة التبغ على احد رفوف مكتبته .. يحملها ويمضي خارج دون تردد .. تلسعه تلك البرودة الهادئة التي تسربت من بين البيوت المجاورة.. يقف تحت شجرة الزيتون امام المنزل ..ينحني ليحرق الاوراق .. لم يعرف لماذا اختار هذا المكان تحت الشجرة .. ربما لتكون هي الشاهد الوحيد في القضية .. او لانها كانت تقيه قيظ حزيران ايام الطفولة .. ولعله اختارها الانه كتب بعض هذه الاوراق وهو منحن على جذعها وقت الغروب والدنيا تضيء بلون الشفق المهزوم .
اشعل عود الثقاب .. اداه من الورق .. النيران تشتعل ..
وصل عماد ..
رأى فؤاد جانب النيران وكان قد شاهد على وجهه ملامح الحيرة والاطراب .. وقف بجانبه وعلامات الدهشة ولاستغراب تقطران من عينيه .. رفع فؤاد رأسه ونظر في وجه عماد .. شاهد تلك القسمات التي فضحت ما بداخله فقال ، وكان صوته هادئا جدا لدرج انه لايكاد يسمع : لا تنظر الى الاشياء نظرة استغراب .. فالغرابة لا تكمن في ندرة حدوث الشيء .. ولا بتغير البشر .. فطموحهم اكبر من ان يتحقق كما الحلم بأنك تعيش في جنة خالية من الاشجار .. ولا تنظر الي اني احرق نفسي لاني لا احبها .. فانا منذ تفتحت وانا ارى نفسي تحترق لاجدها رمادا تذروه تذروه رياح الماضي السحيق .. وتنثره على اجزاء الجسد الجسد الممزق على قارعة الطرق الى ذاتي ..
صمت عميق ..
زادت حدة الغرابة لدى عماد .. ابتعد عنه قليلا .. وقف متأملا متألما من هذا الحديث .. عرف ان فؤاد قد فعل ما قاله قبل يومين .." ان الحاضر حين يكون الشيء الوحيد الذي يكون المستقبل فلا حاجة للماضي .. لذا .. سأحرق اوراقي " .
اقترب منه قائلا : ارحم نفسك .. فهناك كثير من الاشخاص الذين مروا بتجارب مشابهة وهم الان موقنون ان ذلك لم يؤثر عليهم .
اعاد فؤاد نظره الى وجه عماد وكانت تلك الهبات الباردة قد بدأت تداعب ذاك الخط الناعم الذي تكون في مآقي عينيه والتي كانت ممزوجة بنظرات الشفقة على حاله .. صرخ باعلى صوته معلن الرفض : كيف ارحمها ؟!!
وهل الرحمة ان اترك هذه الاوراق امام عيني كل هذه المدة .. اتأمل في داخلها .. لتعيدني الى تلك الايام المغبرة بذرات العشق الفاشل في وقت كنت قد وصلت فيه حد الهذيان ..
" خفض صوته قليلا وتابع "
لا.. لا .. ليست الرحمة في البقاء وانما في نسيانه .. لماذا ابقي على هذه الاوراق وهي ازعاج لي .. تمنعني من ان اتحرك .. تحلل كياني ..
عاد ينظر الى النيران .. كانت تبعث في داخله دفئا كما لو انه يكتبها الان .. او كالدفء الذي كان يعتريه وقت كتابتها قبل خمسة اعوام .
قطع عماد هذه اللحظة على فؤاد قائلا وكان في نبرته دلالة على تغيير هذا الجو : لقد التقط لك صورة وانت بجانب النيران دون ان تعرف .
- اريدها .. واعذرني فلا استطيع الذهاب اليوم .
- حسن .. سأذهب الان لانني مشغول في امر ما على ان تعدني ان نذهب غدا .
- اعدك
- " مداعبا " سمعت ابي يقول : وعد الحر دين .. فاحذر .
- لا تقلق .
- اراك غدا .
- سلام .
بعد مرور بضعة ابام اخذ الصورة ووضعها داخل برواز كبير بعد ان عمل على تكبيرها ليعلقها قبالة السرير الذي ينام عليه وينظر اليها قبل النوم ليبقى متذكرا انه نسي الماضي .. بل احرقه.
وضع راسه على الوسادة ونظر الى الصورة فتفاجأ بأنه تذكر الماضي نفسه.
استشاط غضبا .. تناول منفضة السجائر السجائر الزجاجية ورمى بها الصورة لتسقط بين شظايا اللمعان على الارض .
لم يجد صعوبة في النوم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قطرات الندى(admin)*
Admin
قطرات الندى(admin)*


انثى
عدد الرسائل : 1340
العمر : 29
الموقع : في دنيا الوطن
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : رايق و عال العال
المزاج : ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي Qatary21
علم الدولة : ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي Yaooia10
تاريخ التسجيل : 09/11/2007

ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي   ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي I_icon_minitimeالإثنين 28 يناير 2008, 10:29

شكرا
بتجنن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://beesan.yoo7.com
 
ذكرى على الجدار قصة قصيرة لجمعة الرفاعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحلم الضائع :: *-*-*-*-*-المنتديات الادبيه*-*-*-*-*- :: ***** القصص و الروايات*****-
انتقل الى: