كان
الشرك وعبادة الاصنام شائعا في قريش
والجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد
حيث كانوا يعبدونها ويعكفون عليها ويلتجئون إليها ويستغيثون في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالاضافة إلى إنتشار الرذائل مثل
الزنا وشرب
الخمر ، وانتشرت
المسيحيه واليهودية ايضاً في
شبه الجزيرة العربية وقد نجح رسول الله
في توحيد قبائل العرب على عبادة رب واحد هو الله تحت دين واحد هو
الإسلام ونجح أيضا في تأسيس أول دولة إسلامية في
الجزيرة العربية كلها تحت قيادته وأسس أول جيش عربي مسلم استطاع أن يلهب مشاعر جنوده بدعوته لمبادئ العدل والمساواة ودفع الظلم والطغيان ونبذ الشرك وعبادة الأوثان وحثهم على تحرير العبيد وحرم وأد البنات حتى أستطاع هذا الجيش القضاء على أقوى إمبراطوريتين في وقتها امبراطورية
الفرس وامبراطورية
الروم وأدخل بلادا واسعة من العالم تحت حكمهم في أقل فترة ممكنة من التاريخ وكانت تلك المبادئ السامية التي دعا لها هي العامل الرئيسي في دخول الناس أفواجا في دين الإسلام ليتحرروا من استبداد الحكام والطغاة ومن ظلم الأحبار والرهبان.
غار حراءكان محمد بن عبد الله يذهب إلى
غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر
رمضان ويقضى وقته في العبادة والتفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك وظلم للضعفاء واستعباد للعبيد ووأد للبنات، ولكن ليس لديه طريق واضح، ولا منهج محدد لمواجهة ذلك، وكان إختياره لهذه العزلة من تدبير الله له، وليكون إنقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس التي تشغل الحياة، وكانت نقطة تحول وإستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم، لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل مسار التاريخ ... قدّر له الله سبحانه وتعالى هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن له الله سبحانه.